موضوع الأسبوع:



بقلم : مصطفى أمزوز (عن منتدى الطاكسي)


هموم سائقي سيارات الأجرة في المغرب،هي أكبر من                  الإدارية،بل لابد  من التفكير في القضاء على نظام
أن نعبر عنها ببعض الكلمات مهما كانت بلاغتها..                       الإمتيازات والكريمات،لأن هذا النظام يجعل بعض
كما لايمكن أن تتضمنها موجة المطالب الكثيرة المتعددة                الناس المحظوظين يتوصلون وهم في بيوتهم دون
والمتكررة،الموجهة إلى مختلف الجهات والمسئولين على             عمل،بحصة من مداخيل رخصة واحدة،أو عدة
الصعيدين المحلي والوطني...فمن هو سائق الطاكسي؟                 رخص،بينما هناك آخرون يتعبون ليل نهار،
وماهي مشاكله ومعاناته؟...إنه تسائل غريب وغائب،                   للحصول على مدخول هزيل،والذين يتمتعون
لا يطرح إلا نادرا...كل ما يطرح ويتضخم في طرحه :                   باستغلال الكريمات،ليسوا كلهم من المحتاجين،
هو تلك المخالفات التي يرتكبها هذا المواطن الانسان                   إذ هناك كثيرون ينعمون بهذ الإمتيازات،بسبب
سواء تعلق الأمر بقانون السير ومدونته،أوحوادث                     علاقات عائلية،أو علاقات مصاهرة،وليس من
 الطرق،وخسائرها،أوسوء تفاهم مع زبون..وغالبا                     المعقول أن يبقى قطاع الطاكسيات خاضعا لنظام
مايتعرض لعقاب أكبر بكثير من المخالفات  التي ارتكبها               اقتصاد الريع.
عن قصد أو عن غير قصد...                                                  وإذا وضع حد لهذا النظام،فلن تبقى هناك مشاكل
سائق الطاكسي هو مواطن لجأ إلى هذه المهنة،بعد أن                  أمام هذه الفئة المسحوقة من المجتمع،إذ أن دخل
سدت في وجهه كل الأبواب..فاختار أن يتآكل مع هيكل                  الطاكسي الواحد، إذا كان كافيا لعائلتين أو عدة
السيارة التي يقودها،ويرتزق منها وواسطتها..أما                       عائلات...
بالنسبة للمسئولين تبقى حالة السيارة أهم من صحته                  لقد حان الوقت لإدراج مشاكل قطاع الطاكسيات في
شكلا ومضمونا،بدليل الحرص الشديد على تشديد                       برامج الإصلاح التي ينتظرها المواطن من الحكومة
 المراقبة على نظافتها وسلامتها ،لأن السيارة تراقب                 الحالية،أو من الحكومات الآتية،وأن يكون للسائق
يوميا وتفحص تقنيا مرتين كل سنة فحصا دقيقا،                        المهني الأسبقية في الحصول على رخصة النقل
ومركزا لكي تكون مرآة لوجه البلد..أما وإن تعلق الأمر             "الكريمات" ،وإذا بقي الحال على ما هو عليه،في
بحالة السائق الاجتماعية والصحية والفكرية، فذالك                   ظل منحها لأشخاص قد يكونوا في غنى عنها،
شيء غيرمهم،علما أن مهنة سياقة الطاكسي  هي من                ويتمتعون بها وبمدخولها،فإن حرمان العديد من
أكثر المهن خطورة على صحة وسلامة السائقين،وأن                 قدماء السائقين،الذين سبق وأن أفنوا زهرة
جوهر المواطنة،وحقوق الانسان يفرض تغيير العقليات،              شبابهم في مهنة لم تمنحهم سوى الفقر،والحرمان،
وتصحيح النظرة إلى هذه المهنة وإلى العاملين ها...                  والحكرة،والإهانة،يعتبر وصمة عار في زمن
إن سائقي الطاكسيات يواجهون مشكلة حقيقية لابد                    يتفاخر فيه المسؤولون مجال حقوق الإنسان.
من إيجاد حلول لها ..لا بالترقيع وإصدار الدوريات

هناك تعليقان (2):